كيف تصبح سياسي
السياسة فن، وهي تحتاج لنظرةٍ عميقةٍ وخبرة كبيرة، وشخصيةٍ محنكةٍ؛ فعالم السياسة عالمٌ متشعبٌ مليءٌ بالتناقضات، ويحتاج لقدرةٍ عميقةٍ لترتيب الأفكار، وإستنتاج العبر، والتنظير، والخروج بنتائج عميقة وصحيحة؛ لأنّ السياسة في الدرجة الأولى تعتمد على التحليل الدقيق، والتكتيك الذكي،للأحداث ومحاولة إمساك رؤوس المواقف؛ للخروج بآراء صحيحة تقنع الآخرين. من المهم جداً معرفة أنّ بحر السياسة لا آخر له، ومن أراد أن يغوص فيه وجب عليه أن يعرف كيف يعوم جيداً دون أن يغرق؛ لأنّ الأخطاء في عالم السياسة كارثية، ولا تغتفر أبداً، والناس عادةً لا ينسون أخطاء رجال السياسة، ويعتبرون كلّ شاردة وواردة موقفاً ثابتاً يعبّر عنهم
صفات السياسي القوي
لديه الموهبة والقدرة التي تساعده في فهم الأحداث السياسية المتشابكة؛ بحيث يمتلك القدرة الكاملة على قراءة الأحداث بخبرة وذكاء، دون أن تتدخل عاطفته في الحكم على الأمور، وإتخاذ المواقف.
إمتلاك الصراحة المطلقة، فلا يخجل من التصريح بآرائه السياسية مهما كانت، شريطة أن يُعبّر عن وجهة نظره بطريقة سلسة، وبسيطة، ومفهومة، ومباشرة، بعيدة عن التعقيد.
التواضع من أهم صفات السياسي المحنّك؛ لأنّ الغرور يجعل السياسي منبوذاً ومكروهاً، وغير مقنع، والتواضع يجعل من السياسي محطّ إعجاب، وإهتمام الآخرين، فيقبلون على آرائه السياسية.
القرب من عقول الناس، وأحداثهم اليوميّة التي تحدث في الطرق، وأماكن العمل، وجميع الأماكن العمومية؛ كي يستطيع السياسي التعبير عن رأي الناس بكلّ موضوعية .
سعة الصدر، والبعد عن الغضب والإنفعالات؛ لأنّ الغضب يضع حاجزاً بين السياسي، والناس، والأحداث السياسية؛ فيأتي الحكم على الأمور مغلوطاً، ومتأثّراً بالإنفعالات الطارئة.
الثقة العالية بالنفس، لأنّ الثقة دليل على مصداقيته أمام الآخرين، ومن لا يملك الثقة بالنفس فهو بالطبع غير مؤهل لإبداء وجهة نظره في الأمور، ولا يمتلك رؤيةً سياسيةً صحيحة وسليمة.
التحلّي بالصبر، وطول البال؛ لأنّ تبني الأفكار والآراء السياسية يحتاج لصبرٍ طويل؛ كي يقتنع الآخرين بها، ويتّبعون الفكر السياسي الذي يطلقه السياسي، وهو مقتنع به جداً.
إمتلاك خطط طويلة الأمد، وأفكار لها بعد نظر؛ لأنّ الأفكار السياسية، والخطط الآنية تندثر بسرعة ولا تدوم، وبالتالي يتمّ نبذها، ونبذ السياسي الذي يتبناها، لذلك يجب تبني أفكار، وخطط مدروسة لسنواتٍ طويلة .
لديه إرادة قوية، وروح مبادرة والعزم على تحقيق أفكاره السياسية، وعليه أن يكون مؤمناً بأهدافه إيماناً كاملاً، ويمتلك القدرة على الإبداع، والابتكار، والتجديد . الجرأة، والشجاعة، وقوة الشخصية، وطرح الأفكار بتلقائية، وشفافية . مرونة التفكير، والقدرة على تقبّل الآراء المختلفة، والإيمان بأنّ الاختلاف حالة صحية، وعليه أن يتقبّل الانتقاد برحابة صدر.
امتلاك مهارة القيادة، والإدارة، والقدرة، والتأثير . يتمتّع بأسلوب خطابي عميق، ولغة سليمة وفصيحة، وله قدرة على إجراء الحوارات بمهارةٍ فائقةٍ، وهو مستمع جيّد لآراء الآخرين وأفكارهم .
يُحسن إدارة الوقت، ويعي تماماً أهمية الزمن، ويعرف متى يجب عليه المبادرة، ومتى يجب أن ينسحب. عنده القدرة على إقناع الآخرين، ويُحسن إختيار الفئات التي تتقبل أفكاره، وترحب بها، ويعرف جيداً بنود القانون، والدستور التي تعمل لصالحه، وتخدم أهدافه.
تعليقات
إرسال تعليق